إِن واقع اللغة العربية اليوم يتأثَّر كثيراً بواقع المسلمين، فهي تقوى بقوّتهم وتضعف بضعفهم، ولكنها تبقى في الميدان تصارع التحدِّيات، تبقى حيَّةً بكل خصائصها مهما ضُيِّق عليها أو غزاها الظالمون، ومهما اشتدَّ المكر والكيد لتوهينها أو عزلها عن الميدان.
وجميع اللغات تخضع إلى هذه القاعدة، فهي تقوى بقوّة أُمَمِها وتضعفُ بضعفها، ولكنها لا تستطيع كلُّها الصمود أمام التحديات التي تظهر أمامها. ويضرب لنا التاريخ أمثلة كثيرة على لغات وقفت ثم تراجعت، وعلى لغات أصبحت مجرّد تاريخ، وعلى لغات بادت مع شعوبها.